لماذا نفشل في اتخاذ القرارات؟
أظهرت دراسة نُشرت في Journal of Behavioral Decision Making عام 2020 أن 90% من القرارات السيئة تنبع من تجاهل المعلومات المتاحة أو الاعتماد على العاطفة بدلاً من المنطق.
إذًا، ما الذي يجعلنا نخفق في اتخاذ القرار الصحيح؟ وما هي تلك الخطوات التي، لو اتبعناها بحذافيرها، ستقودنا حتمًا إلى قرارات كارثية؟ في هذا الدليل الساخر، سنلقي الضوء على أبرز الأخطاء التي تُرتكب أثناء اتخاذ القرارات حتى نتعلم كيف نتجنبها.
الخطوة الأولى: تجاهل التفكير المنطقي
إذا كنت ترغب في اتخاذ قرار خاطئ، فإن أول وأهم خطوة هي تجاهل المنطق تمامًا. اعتمد على غرائزك فقط، ولا تهتم بجمع المعلومات أو تقييم الخيارات. على سبيل المثال: إذا كنت ستشتري سيارة، اختر أول واحدة تراها دون مقارنة الأسعار أو قراءة التقييمات.
العبرة هنا: التفكير المنطقي هو أساس اتخاذ القرارات السليمة. عندما تُهمل التفكير العقلاني، فإنك تحرم نفسك من رؤية الصورة كاملة.
الخطوة الثانية: الاستماع لنصيحة الجميع
اتخاذ قرارات خاطئة يتطلب منك أن تأخذ رأي كل من حولك، حتى لو كانوا غير مؤهلين لتقديم نصيحة. اجعل الآخرين يقررون نيابةً عنك، وتجاهل تمامًا أي شعور داخلي يخبرك بما هو صحيح. هل ترغب في اختيار تخصص دراسي؟ دع أصدقاءك وأقاربك، وربما حتى الغرباء، يقررون عنك.
العبرة هنا: استمع للنصائح، لكن اجعل القرار النهائي مستندًا إلى ما يناسب ظروفك وأهدافك، وليس إلى إرضاء الآخرين.
الخطوة الثالثة: الخوف من المخاطرة
لضمان قرارات خاطئة، لا تخاطر أبدًا. اختر دائمًا الخيار الأسهل أو الأكثر أمانًا، حتى لو كان يحمل فرصًا أقل للنمو أو النجاح. هذا التفكير يضمن أنك ستبقى عالقًا في منطقة الراحة دون أن تحقق أي تقدم يُذكر.
العبرة هنا: الحكمة تكمن في اتخاذ المخاطرات المحسوبة. القرارات الشجاعة غالبًا ما تكون الأكثر تأثيرًا على المدى الطويل.
الخطوة الرابعة: التسرع في اتخاذ القرار
إذا كنت تريد أن تخفق في قراراتك، فلا تعطي نفسك الوقت الكافي للتفكير. اتخذ القرار فورًا دون تحليل العواقب. على سبيل المثال، إذا تلقيت عرض عمل، اقبله دون قراءة العقد أو التحقق من الظروف.
العبرة هنا: القرارات السليمة تحتاج إلى وقت للتفكير والتحليل. التسرع يؤدي غالبًا إلى نتائج غير مرغوبة.
الخطوة الخامسة: تجاهل الدروس السابقة
كرر الأخطاء نفسها مرارًا وتكرارًا دون أن تتعلم منها. إذا كنت قد فشلت في الماضي بسبب قرار معين، تأكد من اتباع نفس النهج في المستقبل. فالطريقة المضمونة لاتخاذ قرارات خاطئة هي رفض الاعتراف بالأخطاء السابقة أو تحليل أسبابها.
العبرة هنا: الحكمة تبدأ من التعلم من التجارب. الفشل ليس نهاية الطريق، بل خطوة نحو النجاح إذا استخلصت منه العِبر.
الخطوة السادسة: التأثر بالعواطف
اتخاذ القرارات بناءً على الغضب، الخوف، أو حتى الحماس الزائد هو طريقة رائعة لاتخاذ قرارات خاطئة. دع عواطفك تقودك دون أي اعتبار للمنطق أو الحقائق.
العبرة هنا: العواطف ضرورية، لكنها يجب أن تكون مرشدة وليست قائدة في عملية اتخاذ القرار.

قصة ملهمة: قرار في لحظة غضب
يحكى أن رجل أعمال ناجحًا قرر في لحظة غضب أن يبيع شركته لشريك منافس بسبب خلاف بسيط. لاحقًا، اكتشف أن الشريك استخدم تلك الشركة ليبني إمبراطورية تجارية ضخمة، بينما انتهى هو غارقًا في الديون. العبرة هنا أن اتخاذ القرارات في لحظات الغضب يمكن أن يكون مدمرًا.
خاتمة: القرار الحكيم طريقك إلى الحكمة
الحكمة ليست في تجنب الأخطاء فحسب، بل في فهم أسبابها وتجنب تكرارها. قال سقراط: "الحياة غير المدروسة لا تستحق أن تُعاش". لذا، إذا أردت تجنب القرارات الخاطئة، استثمر وقتك في التعلم، التحليل، وموازنة الخيارات.
المصادر:
Journal of Behavioral Decision Making, 2020.
كتاب "فن التفكير الواضح" لريلف دوبيل.
قصة رجل الأعمال مقتبسة من كتاب "لحظات حاسمة" لجيم كولينز.
Yorumlar