عبر القرون الممتدة، وعلى مساحات الزمن البشري،ساهم القليل من الأشخاص في ترك بصمة هائلة في تاريخ الشعوب ومفاصل الحضارات.
كانت مهمتهم الأساسية هي "التلوين" على مساحات شاسعة من الفكر الإنساني الخالد،بمعاني تمتعت بمجموعة من السمات التي يمكن جمعها في أربعة عناصر:
شمول الرؤية.
عمق الفهم.
بساطة المعنى.
جمال التعبير.
واستطاعوا من خلال هذه السمات أن يرسموا للإنسانية إرشادات خالدة على طريق رحلة الحياة:
إرشادات تلهمنا التمييز بين الخير والشر،
وبين النافع والضار،
وبين الصواب والخطأ،
وبين القبيح والجميل.
هذه الإرشادات تجسدت في صورة "حِكَم" مكونة من كلمات وجمل بسيطة،تُستخدم في كل اللغات وكل الثقافات.
تلك الإرشادات:
ساهمت في تكوين ثقافات المجتمعات.
نسجت خصائصها الروحية، الفكرية، النفسية، والسلوكية.
حولت تلك المجتمعات إلى حضارات منتجة أنجزت مشاريع عظيمة،
غمرت العالم بالخير والنماء، وفي ظلها أزهرت الفطرة البشرية.
هؤلاء القلة،الحكماء،سطروا توجهات فكرية نقية صافية تعزف نغماً فريداً لصناعة الإنسان.
أسباب عدم التوفيق في الحياة
قال: لماذا قضيت أكثر من 18 سنة في دراسات الحكمة والحكماء؟
قلت: لأن الحكمة هي المفتاح لفهم الحياة.
قال: ما الذي يميز الحكماء عن غيرهم؟
قلت: الحكمة.
قال: هل تعتقد أن الحكمة تساعد الناس على حل مشكلاتهم؟
أجبت:لا أعرف سبباً أكثر وضوحاً لفشل:
الأفراد في تحقيق طموحاتهم.
الآباء في تربية أبنائهم.
النساء في الحفاظ على صحتهم وجمالهم.
الطلاب في تحقيق النجاح الأكاديمي.
الأطباء في تقديم علاجات فعّالة.
المهندسين في إبداع حلول ملهمة لعملائهم.
أعظم سبب لعجز الجميع هو عدم التفكير بمنهج الحكماء.
عندما أقول "منهج الحكماء"، أعني:
وحدهم الذين استطاعوا الجمع بين السعادة والنجاح.
وحدهم الذين قدروا الأمور بقدرها.
وحدهم الذين أصبحوا مرجعاً للبشرية في الرأي.
وحدهم الذين اتفق عليهم الناس، بخلاف الفلاسفة أو المفكرين أو العلماء.
وحدهم الذين اصطفى الله منهم الأنبياء، فجعلهم قمة الحكمة.
السعادة في أعماق الحكماء
الحكماء عاشوا السعادة:
بلا شكوى.
بلا تذمر.
بلا اضطرابات نفسية.
أما النجاح:
فهو عند الحكماء فعل الممكن والمستطاع.
وليس تحقيق الهدف المثالي دائماً.
لأن تحقيق الأهداف الكبرى يرتبط بعوامل كثيرة، نادراً ما تجتمع.
القليل فقط يحقق نجاحات في:
العلاقات.
المال.
الحياة الروحية.
رغم أن 7,000,000,000 إنسان على هذا الكوكب يرغبون في النجاح ويعملون بجهد لتحقيقه،إلا أن معظمهم يفشلون لسبب رئيسي:عدم إدراك كافة العوامل المؤدية لتحقيق الطموحات والأهداف.
هل الحكمة تخفف الصراعات وتنشر السلام؟
الحكمة تساعد على:
تخفيف الصراعات.
نشر السلام والمحبة.
إيجاد حلول وسط مقبولة.
ما هي مرجعياتي في دراسة الحكمة؟
الكتب السماوية التي جمعت جوهر الحكمة.
أقوال الحكماء عبر العصور، مثل سقراط وكونفوشيوس.
دراسات تاريخية تتبع أثر الحكمة في بناء الحضارات.
القضايا الرئيسية التي بحثت فيها في مشروع الحكمة:
كيف يساهم الحكيم في بناء مجتمعه؟
ما العلاقة بين الحكمة والسعادة؟
كيف تؤدي الحكمة إلى نجاح متوازن في كافة مجالات الحياة؟
ما دور الحكمة في نشر السلام العالمي؟
في النهاية:
الحكمة ليست مجرد كلمات أو أفكار، بل هي منهج حياة يجمع بين البساطة والعمق، بين السعادة والنجاح.إنها المفتاح لفهم الحياة وتخفيف صراعاتها، وبناء عالم أكثر سلاماً وتوازناً.

Comments