كتبت يوماً:
"إن الذي يعيش الحقيقة دائماً... لابد أن يعطي كل ذي حق حقه حتى إبليس".
فسألتني: "ممكن توضيح؟"
أجبت:الإنسان الذي يبحث دائماً عن الحقيقة لا يمكنه أن يظلم أحداً، حتى إبليس. ولهذا السبب، فإن من يعيش الحقيقة يكون شخصاً مختلفاً جداً:
غالباً غير مفهوم للناس.
وربما يكون غير مرغوب فيه أحياناً.
ماذا يعني أن "يعيش الحقيقة"؟
وعي الذات:
أن يكون مدركاً لعيوبه التي تعيقه.
متقبلاً لأخطائه وزلاته.
فهم الإمكانيات:
يعرف حدود قدراته وخبراته.
التمسك بالمبادئ:
مؤمن بقيمه ومبادئه.
يحمل رسالة وغاية واضحة في الحياة.
العمل المستمر:
يسير على طريق يوصله إلى أهدافه.
لا يلوم أحداً.
لا يتهم أحداً.
لا يظلم أحداً.
لا يشكو أحداً.
لا ينافس أحداً.
هل "دائماً" تعني أنه لا يخطئ؟
الخطأ جزء من طبيعة البشر.
الخطأ ليس عيباً، بل مدرسة:
من يخطئ يتعلم، ومن يتعلم ينمو.
العيش في الحقيقة يعني:
الحرص على الصدق والعودة إلى الطريق الصحيح بعد كل خطأ.
الخطوات بعد الخطأ:
الاعتذار للنفس.
الاستغفار من الله.
التسامح مع الآخرين والرضا عن النفس.
وكيف "إبليس" يأخذ حقه؟
الاعتراف بدوره:
إبليس وسوس، لكنه لم يجبر.
الإنسان هو المسؤول عن استجابته للوسوسة.
التوقف عن التبرير:
لا يستخدم الإنسان إبليس كشماعة لأخطائه.
عيش الحقيقة: أصعب مهمة بشرية
إن العيش في الحقيقة هو واحدة من أصعب المهمات التي يواجهها الإنسان على الأرض.
يتطلب ذلك وضوحاً في الرؤية،
صدقاً مع النفس،
وشجاعة في مواجهة الأخطاء والتعلم منها.
قالت:
"أمم... وضحت الصورة. كثيراً ما أسمع وأقرأ عن الحقيقة، لكنني لم أفهمها بمنهجية واضحة حتى الآن. هل يمكن أن ترشدني إلى مرجع في هذا الموضوع؟"
قلت: ويكيبيديا قد تكون بداية جيدة للبحث حول الحقيقة.
قالت:
"وهل الاطلاع يكفي لتكوين منهجية صحيحة حول موضوع ما؟"
قلت:الاطلاع هو خطوة أولى، لكنه ليس كافياً. المنهجية تحتاج إلى:
التعمق في المصادر المختلفة.
التفكير النقدي.
التجربة الشخصية.
خاتمة:
عيش الحقيقة يتطلب صبراً، شجاعة، ووعياً مستمراً. إن رحلة السعي وراء الحقيقة ليست سهلة، لكنها تفتح أبواب السلام الداخلي والوضوح.
Comments